لقد جاء القرآن العظيم بمنهج متكامل في الحياة، ودعانا إلى التفكر وإعمال العقل؛ لكن للأسف أصاب العقول لوثة وجمود، وصار كثير من الخلق لا يفرقون بين الحق والباطل، ولا يميزون بين الصواب والخطأ؛ وهذا بسبب تعلقهم بالأوهام والخرافات، والتبعية العمياء للتقاليد الزائفة، والآراء الفاسدة، التي خلفها الأولون، فيقولون:
(( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُون))، و كذلك يقولون إذا فعلوا فاحشة:
(( وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا)). ولكن حاشا لله أن يأمرهم بذلك!! ((يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ))؛ بل إنه تعالى ذم عليهم غفلتهم وإعراضهم عن آياته الكونية، فقال سبحانه: (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ))، و وصفهم بأنهم: ((لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)).
إن هذا يوضح لنا الحقيقة المرة؛ وهي أن عالمنا اليوم، مازال يحن إلى عصور الجاهلية، فالكثير من البشر مازالوا يصنعون أصناماً ويركعون لها.. ولكن أية أصنام؟!
ربما ليست أصنام حقيقية، ولكنها في الواقع تبقى أصناماً!!
إنها أمراض القلوب والنفوس والعقول التي أصابت بني البشر، من الأهواء والطباع والأخلاق الفاسدة، كالعجب والكِبر والحقد والأنانية، والجهل، والجمود الفكري...
من هنا، أصبحت الحاجة للدعوة إلى التنوير و إعمال العقل مطلبا هاما وضروريا للتحرر من براثين الخرافة، والجهل المقدس، وإعادة نبض الحياة إلى مجتمعاتنا، بما يتماشى مع وسطية الإسلام وسماحته.
------------
هوامش:
- مقال لأحمد عبد الرحيم السايح من علماء الأزهر.
- المدون المصري مصعب فؤاد، (مدونات الجزيرة).
- حُسام ﮔصّاي: صحفي وكاتب عراقي.
🔹هل أعجبكَِ المقال؟
🔹هل أعجبكَِ المقال؟
🥰 تحدّث(ي) إلينا وأعطِينا رأيكَِ عبر مساحة التّعليقات أسفَله.
👏 لا تنسوا دعم المدونة بمتابعتها عبر حسابكم (G.mail) ↗
➿ الرجاء الإبلاغ عن أي رابط معطل.
➿ الرجاء الإبلاغ عن أي رابط معطل.
☺ شكرا لكم.
تعليقات
إرسال تعليق
مرحبا.. سعداء بتعليقاتكم؛ نتمنى أن تدوم أواصر الأخوة!