ذكر موقع إسلام ويب في إحدى الفتاوي كإجابة على سبب تسمية اللغة العربية بلغة الضاد: ((... اعتماداً على ما يروى على أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه: "أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش" أي الذين هم أفصح من نطق بحرف الضاد، وأنا أفصحهم، وخص الضاد بالذكر لعسر نطقها على غير العرب. ولكن هذا الحديث لا أصل له كما قال المحققون كابن كثير وابن الجزري والعجلوني وغيرهم، ولا نعلم من هو أول من سماها بهذا الاسم. والله أعلم)).
ولكن حسب بحوث ومصادر أخرى؛ كما جاء في مقال للأستاذ عدنان الخطيب، المنشور بشبكة الألوكة، نقلا عن كتاب "المعجم العربي بين الماضي والحاضر" ؛ فإن سبب هذه التسمية عائد إلى قول أبي الطيب المتنبي، وهو يفتخر:
لاَ بِقَوْمِي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي
وَبِنَفْسِي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي
وَبِهِمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا
دَ وَعَوْذُ الجَانِي وَغَوْثُ الطَّرِيدِ
* ((وبهم... عوذ الجاني: أي أن قومي ينصرون من لجأ إليهم وقد ارتكب جناية وهو خائف على نفسه ؛ وبهم.. َغَوْثُ الطَّرِيدِ: أي يغيثون أيضا من نفي وطرد، وقد استغاث بهم.)).
وقيل أن أقدم مصدر لغوي، يشير إلى سبب هذه التسمية، كتاب "الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها"، لأحمد بن فارس، أحد كبار أئمة العربية في القرن الرابع للهجرة،
قال أحمد بن فارس -في باب الحروف- :
"فأصل الحروف الثمانية والعشرين التي منها تأليف الكلام كله.... فأول الحروف (الهمزة)... ومما اختصت به لغة العرب (الحاء) و(الظاء)، وزعم ناس أن (الضاد) مقصورة على العرب دون سائر الأمم.
[[ انظر"الصاحبي" ص 71، تحقيق ونشر محب الدين الخطيب -المكتبة السلفية- القاهرة 1910م]].
وذكر ذ. عدنان الخطيب جزم الفيروز آبادي في القرن التاسع للهجرة في "القاموس المحيط" في مادة (ض و د) بأن: "الضاد حرف هجاء للعرب خاصة" بعد أن استفتح كتابه بمقدمة قال فيها: "الحمد لله منطق البلغاء باللغى في البوادي... باعث النبي الهادي مفحمًا باللسان الضادي كل مضادي... (محمد) خير من حضر النوادي".
كما نقل في مقاله أيضا، مقتطفات من كلام بعض فطاحل العربية وأصحاب المعاجم الكبرى، كابن منظور في لسانه، الذي ساق كلام المتنبي..
كما ذكر ما ورد في بعض المعاجم الحديثة ك "محيط المحيط"، والمعجم الوسيط..
وخلص في نهاية مقاله إلى أن "الضاد" من أعصى الحروف العربية نطقًا على غير العرب، ولهذا سميت العربية "لغة الضاد"... وذكر أبيات شعرية مشهورة، تنم عن قوة وجمال اللغة العربية.
إعداد: بوجمعة الميموني.
---------
المصادر:
- موقع إسلام ويب.
- شبكة الألوكة الأدبية واللغوية/حضارة الكلمة.
قد يهمك أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق
مرحبا.. سعداء بتعليقاتكم؛ نتمنى أن تدوم أواصر الأخوة!